الخميس، 10 أبريل 2008

كروكر:جيش المهدي كاد يفتك بالمالكي لولا تدخلنا في البصرة




شنت السناتور هيلاري كلينتون أمس الاربعاء هجوماً علي منافسيها بسبب العراق قائلة: ان منافسها الديمقراطي باراك أوباما لا يفعل شيئاً غير الكلام عندما يأتي الحديث عن انهاء الحرب بينما يؤيد المرشح الجمهوري جون مكين استمرارها. في حين سأل الرئيس الأمريكي جورج بوش رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في اتصال هاتفي عن المنجز من القوانين التي تدعم المصالحة والعملية السياسسة وكان بوش قد قرن في السنة الماضية بين استمرار الدعم الأمريكي والتقدم السياسي في العراق.
من جانب اخر ألمح البيت الأبيض بشكل واضح أمس الي أن الرئيس جورج بوش سيوافق علي الأرجح علي توصيات قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس ويعلن الخميس عن تجميد سحب القوات من هذا البلد بعد تموز (يوليو). وسعت كلينتون لتحقيق مكاسب سياسية في اسبوع احتل فيه العراق أهمية أكبر بالنسبة للناخب الأمريكي حيث يدلي الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الأمريكي لدي بغداد ريان كروكر بشهادتيهما أمام الكونغرس. وقالت كلينتون سناتور نيويورك ان مرشح الحزب الجمهوري المنتظر لانتخابات الرئاسة التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) السناتور مكين ليس مهتماً بإنهاء الحرب. كما شككت في التزام منافسها علي الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي أوباما بسحب القوات الأمريكية من العراق مثلما وعد. وقالت كلينتون التي كانت تلقي كلمة في كلية بضاحية بيتسبرج ذلك هو الاختيار. مرشح سيواصل الحرب ويبقي القوات في العراق الي أجل غير مسمي ومرشح لا يفعل شيئاً سوي القول بأنه سينهي الحرب . وتحدثت كلينتون بعدم يوم من ابلاغ بتريوس الكونغرس بأنه يتعين علي الولايات المتحدة أن توقف سحب القوات من العراق في يوليو (تموز) القادم لمدة 54 يوماً لأن الوضع الأمني هناك هش. وأتاحت شهادة بتريوس لكل من كلينتون وأوباما ومكين طرح مواقفهما المتباينة من حرب العراق التي لا تزال تلقي معارضة من الناخبين الأمركيين. الي ذلك كشف السفير الامريكي في بغداد رايان كروكر عن قيام القوات الامريكية والبريطانية بإنقاذ المالكي من مليشيا جيش المهدي التي كادت تفتك به ومستشاري أثناء اقامتهم في القصور الرئاسيةالسابقة لصدام علي ضفاف شط العرب في مدينة البصرة. وقال كروكر في حوار لصحيفة نيويورك تايمز: ان جيش المهدي كاد ان يفتك بالمالكي، لولا ان سارعت القوات البريطانية والامريكية الي التدخل لإنقاذ حياته . واشار كروكر الي محاصرة جيش المهدي بمحاصرة للمالكي في القصور الرئاسية في البصرة، الذي كاد يفتك به وبمستشاريه لولا تدخل القوات الامريكية والبريطانية بعد ان طلب المالكي النجدة منها، وهي لم تكن متهيئة لذلك الا بعد إلحاح شديد. جاء ذلك في مقابلة أجراها السفير الأمريكي كروكر مع صحيفة نيويورك تايمز أمس، مشيرة الي أن مقترح السفير كروكر للمالكي باستخدام سلاح المال لكسب العشائر وتجنيدها ضد جيش المهدي، ووصفه بأنه امضي واقوي سلاح. وانتقد السفير رايان كروكر مايسمي بـ (صولة الفرسان) التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي متهما اياه بالاستعجال في خوض معركة لم يكن مستعدا لها. وأبدي استياءه من الطريقة التي ادار بها المالكي معركة البصرة في وقت لم تكن فيه القوات الامريكية مستعدة للمشاركة في العملية. وقال كروكر للصحيفة ان المالكي ابلغ القوات الامريكية بقرار تحركه في البصرة قبل 24 ساعة، كما اكدت تقارير امريكية اخري ان مستشاري المالكي وعدوا السفير الامريكي، بأن كل الاستعدادت قد تم اتخاذها لحسم الوضع عسكريا لصالح الحكومة، ولكن قوات الحكومة جيشا وشرطة، حسب تصريح كروكر للصحيفة الامريكية، تعرضت لنكسة ميدانية تم تداركها بطلعات جوية قامت خلالها الطائرات الامريكية والبريطانية بقصف مواقع جيش المهدي وايقاع افدح الخسائر فيه وتقليص اندفاعه الي اقصي حدود ممكنة بعيدا من قوات المالكي التي تعرضت للشتات والتمزق. ونقلت الصحيفة عن كروكر قوله ان واشنطن كانت تتوقع شن عملية طويلة الامد وباستعدادات جيدة وفي توقيت صحيح ضد الجماعات الموالية لايران، غير ان الرياح جرت بما لا تشتهي السفن . وحسب مسؤولين وضباط امريكيين نقلت عنهم "نيويورك تايمز" فإن المالكي بالغ كثيرا في تقدير امكانيات قواته واستخف بالمقابل بقدرات المليشيات، مما ورط الرئيس بوش بتصريحات سايرت تلك المبالغة، غير ان وزير الدفاع العراقي اعترف بعد خراب البصرة انهم لم يضعوا في الحسبان القدرات الهائلة لدي المليشيات، مما يؤكد الحاجة الي استعدادات كافية مقابلة لها وعدم الاستعجال. ووفقا لقائد عسكري بريطاني لم تذكر اسمه (نيويورك تايمز) فان المالكي طلب الاستعانة بالقوات البريطانية بعد يومين من المعارك. وقال السفير الامريكي انه سبق ان حث المالكي علي استخدام اقوي اسلحته، وهو (المال) وكان علي رئيس الوزراء ان يدفع اموالا لعشائر المحافظة من اجل تمويل مجالس الصحوة، علي حد قوله.


ليست هناك تعليقات: